معضلتي مع "إنشاء الله"

معضلتي مع "إنشاء الله"

بادئ ذي بدء يستحسن أن أبدأ هذا المقال بالتأكيد على شيء "إنساني" حتّى النّخاع، وهو "الخطأ"، فهو جزء من تركيبة كل ابن آدم.

لكن الخطأ يصبح أكثر من "مجرد خطأ" حين يتكرر أكثر من مرّة، خصوصا حين يُنبَّه مُقترفُه إليه، فلا يفعل شيئا سوى أنّه يكرّره بترصّد مع سبق الإصرار.

لستُ أعرف إن كان النّاس مثلي، وهم بالتأكيد كذلك- في الشعور بما يُشبه الغضب حين يخطئ أحدهم في لفظة أو جملة شهيرة حدّ العادة، مثل العبارة الشرطية "إن شاء الله"، ومن الغريب أن هذه الجملة أُسيء نطقُها في أغلب البلدان العربية لفظا، فتحوّلت في الصحراء مثلا إلى "أنشاللا" باختفاء الهاء من اسم الجلال "الله" تماما..

غير أن ما يستفزّني أحيانا، هو الخطأ الكتابي خصوصا حين يتعلّق بالمقدّس، فلطالما رأينا أخطاء كثيرة في اللغة، ويفرض واقع الحال أن يتجاوزها المرء أو أن يشير إليها بشكل شفيف خشية سوء الفهم، لكن عبارة "إن شاء الله" المكتوبة "إنشاء الله" تجعلني أحيانا أتدخّل لتقويم الكتابة حتى في سياق غير أدبي بالمعنى الأكاديمي للكلمة، وأعرف أن ذلك سيجلب لي بعض الاتهامات الظريفة من قبيل "وهذا اللا باغي يْبانْ"، والسبب هو أن كتابة العبارة بذلك الشكل فيه مساس بالمعنى، فـ"إن شاء" ليست هي "إنشاء" التي تعني التشييد والبناء، ولنتصور أن ذلك متبوع باسم الجلال "الله".. تعالى عن ذلك، أستغفره وأتوب إليه.