تتمة (وتمضي الايام ) الجزء الثاني
.......مرت احدى المتسولات تستجدي العون من المارة وتطرق الابواب علها تحظى بمساعدة من اراد بهم الله خير وزهدوا في الدنيا, صاح الاب الحافظ مناديا احدى اخوات نجلاء ( كوليلي هذي حس طلابة مسكينة تطلب ولا شنهو بيا ماني سماع حتى..).
اجابته احدى بناته نعم ابي امسك باطراف لحافها امرا اياها ( اعطيها الصدكة يخليكلي راهي الصدكة تدفع لبلا والبلاء النازل من السما والخارج من الارض وحجاب لنا ولعيالنا..).
اطاعته الابنة دون تردد بحكم تربيتها ومازرعه الحافظ في ابنائه من قيم .
.... حان دور نجلاء في الاسئلة التي تعودت ابيها ان يسالها اياها باسترسال دون انقطاع وحفظتها عن ظهر قلب , وقبل ان يبدا همست خلسة لاحدى اخواتها ( ياربي لشينتو لاهي نتوجدو للاسئلة ولعلا يختي عن معنديلو جاوب داك هوا باش يفرحو ).
بدا الحافظ بطرح الاسئلة : كوليلي يا النجلا يكانك سمعتي شي طاري من لخبار الي تمسح شي عن لخلاك ,يكان اخلك حل يشفي الغليل ويفرح لخلاك الظايمة ....)
قاطعته نجلاء مبتسمة الخير ات يا ابي و ان مع العسر يسرا سنفرح قريبا لا محالة, فهذا حلم ارواح ودعتنا منذ سنوات ليست بالقصيرة .....
حاولت نجلاء ان تغير الموضوع لانها كانت تحس بمرارة ابيها وهو شيخ كبير عرف باستقامته وكلما ذكر اسمه في جمع الا و تعالت اصوات الجالسين بكلمة هي مفخرة لنجلاء (وخيرت كبيرة).
... مرت ساعة مرور البرق وكما يقال ساعات الاحباب قصيرة المدى, رجعت نجلاء الى امها املة ان تكون تحسنت بعد عودتها من المستشفى لكن العياء واضح على محيا الام وهي تهمس:شكيف بوك ياك موجعو شي وشكيف والدتك واخواتك وخوتك كاملين ..)
الكل بخير يا امي يسلمون عليك ولا ينسوك من دعواتهم في كل صلاة وسلام خاص من امي فاطمتو .
كانت فاطمتو زوجة اب نجلاء لكن ليت النساء مثلها في الطيبة وحسن النية وثبات ايمانها ,كانت نجلاء تستيقظ ليلا عندما كانت تبيت عندهم في احد ايام الاسبوع. تستيقظ على ابتهالاتها وتضرعها للمولى وصلواتها في ثلث الليل الاخير ورغم مرضها وتعبها الشديد لا تتوانى عن اداء الفرائض وكل النوافل وتلاوة القران وحفظه. حباها المولى بقلب تقشعر له كل امراة نسيت ان الله رقيب بالعباد فكانت تحث الحافظ دائما ان لا ينسى حقوق نجلاء واخوتها وتقول له (يا الحافظ النجلا راهي ماهي عند حد ولا تشتغل وراهي تسالك الحق الا لتنساها ومولانا ميضيع اجر حد)
كان الحافظ طيب ويخاف الله عز وجل ويتقيه لكن ظروفه المادية في السنوات الاخيرة اصبحت في تدهور وفي كل مرة يردف قائلا : ياربي راني حامدك مغيبا نعمة ولاخاصنا خير وتمو اعطو من القليل يخلف الله لكم وعودوا يولادي عاونو لوليات راهم فيهم الاجر .
عرف الحافظ بتعلق اطفال الحي به لانه كان دائما يغدق عليهم بالحنان ويعطيهم ماجادت به حافظة نقوده واذكر مرة انه خرج يتجول واستقبلوه الاطفال في الزقاق ولسوء الحظ لم يكن يحمل مايرضي الاطفال لا من تمر او نقود او حلوى فاخذ احد الاولاد فرماه بحجر صغير على راسه , فلطخت الدماء راسه الاصلع . فصاحت احدى الجارات (ياربي لرديتهم يامولانا دمغوك يلحافظ مسلعهم باطل ...)
يتبع