مصير آخر..

مصير آخر..

أحتار قرب جثّتي الملقاة في الطّريق
يقول عابر
أنا لا أقتل العابرين لأنني مثلهم
يقول آخر
أنا لا يهمّني
وثالث يلفّ خبزا في جريدة يقول
أنا لا يهمّني، لكنني أريد أن أعرف
تقول امرأة عابرة
أنا أصنع دواء العقم
ولا يمكن أن أسلب رجلا ظلّهُ
وقبل أن يوغل الليل في ظلمتهِ
يأتي رجل من أقصى المدينة بمقترح
لمَ لا تدفعون جثّتهُ
لتكتب الرسالة الأخيرة
يقول شاعر سابق
ربّما قتلته الكلمات
وربّما لم يمت بعدُ
احملوا جثّتهُ
قبل أنْ يستفيق أكثرْ

.................................................. ...
.
.
.
.
.
قراءة القصيدة في صالون أدبي على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=xfZxDFKeA4E

أضرحة تقف على حافة جثة...ويبقى عدم الاهتمام باليوم كما البارحة..فليدفعو بنا الى الغد جثتا لازالت حية...
رائع أنت دائما.. تقبل مروري شاعرنا...

ممتن لذوقك، ولهذه القراءة العميقة المبدع أحمد..

شكرا لك.

تحية للأديب الكبير محمد النعمة بيروك....أرى في هذا النص معنى صحوة عميقة على حد قول الشاعر مقياسا لترجمة الواقعة على وزن أدبي...أما العابر فقد صرح بالأنانية دونما تحريف ليأتي بعد ذلك الآخر في وجه محلول محايد يرعى غنمه بالمقربة وحينا هو متفرج...في حين أن العابرة التمست من ميم المحيدة عذرا بباب العقم الملتمس لكونها تعجز عن مجارات رجل في منطق السلب....ثم بعد كل هذا رجل المدينة صارخا بدفع الجثة وفي ذلك مقياس لمقولة جاء فراح ينشد على ليلاه...وصاحب الرغيف أو الخبز في محل ضمير غائب لأنها قصة محاورة للمرء وفلذة أكباد الجياع...وملاحظتي بخصوص الآخر تأتي متأخرة لكونها متضمنة في العنوان والنص...وهذا يعني أن مصير الآخر مصير بحد ذاته ومعنى هذا أنه الآخر في حياد من نفسه....مودتـــــــــــــي...