"كولومينا".. رواية مجتمع صحراوي
للكاتبة: سعيدة شريف
تمكنت الرواية المغربية من جديد، من تحقيق نجاح متميز، وهذه المرة من طرف كاتب بالصحراء المغربية "جنوب المغرب"، هو الكاتب محمد النعمة بيروك الذي استطاع الظفر بالمرتبة الأولى في المسابقة التي نظمتها مؤسسة "عبد القادر الحسيني الثقافية" ومقرها بالقاهرة بجمهورية مصر العربية، وذلك عن روايته "كولومينا".
وحلّت في المرتبة الثانية، رواية "المدينة الغارقة" للكاتبة المصرية غادة هيكل، فيما حلّ الروائي عبد الراضي أبو دوح ثالثاً.
وأشرفت على انتقاء الأعمال لجنة من الأدباء والنقاد برئاسة القاص ثروت عكاشة السنوسي، وضمّتْ الناقد أيمن رجب طاهر، ومصطفى عطية جمعة، ونعيم الأسيوطي.
وعن أحداث روايته، صرح الكاتب الصحراوي محمد النعمة بيروك أنها "تدور حول مجموعة من الإكراهات المتعلقة ببعض الأمور الاجتماعية التي تواجه الشباب في الصحراء كمجتمع محافظ في طور التغيّر، وعلى رأس هذه الأمور مسألة الزواج المعقدة التي تتشعب فيها الكثير من الصعاب المختلفة والمتنوعة إلى ما هو مادي، وما يتعلّق بمفهوم الشرف، والنسب القبلي، وبعض المظاهر العنصرية.
وأشار بيروك الذي نشر روايته على حلقات بصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى أن رواية "كولومينا" تخوض أيضاً في "جوانب اجتماعية أخرى، منها الغنى، والفقر، والشعوذة، والفساد، وانعكاسات تلك الأمور على بعض الشباب في شكل مخدرات وهجرة سرية وتطرف ديني وغير ذلك، كما تستحضر في بعض السياقات أموراً تاريخية مجسدة في حي "كولومينا" كنموذج مصغّر للمجتمع الصحراوي. ولا تغفل "كولومينا" الكثير من الجوانب الإيجابية أيضاً في المجتمع الصحراوي كالتكاثف الاجتماعي والستر، مثل أي مجتمع آخر يحمل كل المتناقضات".
وعن اختياره لجنس الرواية، قال بيروك إنه بدأ مسيرته الأدبية شاعراً ولا يزال، لكنه تعرّف على القص القصير في الجامعة، فكتب فيه نصوصاً يزعم أنها ناجحة، وهو ما شجعه على المرور نحو الرواية لاحقاً، معتبراً أن "الرواية فسحة للتحرّر من أوزان الشعر وقيوده، شأنه شأن القصة القصيرة، والمرور إلى رحابة العبارة وانفتاحها، وربما هو بحث عن تجريب جديد يفتح آفاقاً جديدة للإبداع، خصوصاً مع تأثري ببعض الأعمال الروائية، ووجود بعض الأدباء الذين زاوجوا بين الشعر والسرد".
وأضاف بيروك أن الرواية الصحراوية بالمغرب شأنها شأن الرواية في أي مكان آخر تعبّر عن حال أهلها وحيثيات حياتهم، والإكراهات التي يعاني منها الناس في محيطهم المتسم بالكثير من المتناقضات، كمجتمع محافظ تشوبه الكثير من المظاهر العصرية، والمتغيرات بما فيها من خير وشر، مؤكداً أنه "لا يكفي من وجهة نظري أن يكون الكاتب من المنطقة حتى تتصف روايته بـ "الصحراوية" ما لم تكن الرواية فعلاً، تتناول الحياة بكل سماتها المحلية، فعلى الكلمات أن ترتدي ملحفة، وعلى التعبير أن يحمل سِواكاً، وعلى الحوار أن "يتبيْظَنْ"وعلى الوصف أن ير?دي درّاعة، وبسماتها هذه، فإنها بالتأكيد تغني المشهد الأدبي المغربي والمغاربي والعربي، وتبقى فقط قدرة الروائيين المحليين على الانفتاح على العالم العربي، وهذا يحدّده التميّز والسّبق في طرح الأفكار والإحسان في بلورتها أعمالاً روائية".
وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب والشاعر والقاص محمد النعمة بيروك، خرّيج مركز التكوين الإداري بمدينة فاس، مُجاز في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة ابن زهر بأكادير، وحاصل على دبلوم الدّراسات العليا في الأدب العربي من معهد البحوث والدّراسات التابع للجامعة العربية بالقاهرة.
صدرت له قبل روايته "كولومينا"، الواقعة في 160 صفحة من القياس المتوسط، إلكترونياً، رواية كاملة في أدب الرحلة كان عنوانها "البحر لا يضحك كثيراً"، كما أصدر بالمشاركة مع نخبة من الكتاب العرب مجموعتيْن قصصيتيْن؛ أولاهما "واحات من جنان القناديل" عن "دار علاء الدين" بالقاهرة عام 2011 ، والثانية مجموعة قصصية تحمل عنوان "خمائل الواحة" صادرة عن "دار الجندي للنشر والتوزيع بالقدس"، تم توزيعها في أغلب الدول العربية.
وله قيد الطبع مجموعة من الأعمال، من ضمنها ديوان شعري للأطفال بعنوان "مراجيح"، ودراسة حول "التناص في الشعر الفصيح بالصحراء"، وأخرى حول "القصيدة العمودية في عصر النثر"، بالإضافة إلى نصوصه القصصية في المواقع الأدبية على الإنترنت، وديوانه الإلكتروني الخاص على اليوتيوب.
الخميس 21 أغسطس - 2:20
