المهدي المنجرة.... في أول يـوم من غيـابك بقلم: سويدي تمكليت

كان خبراً مفجعاً، ومصاباً جللاً نَعْيُ وفاة المفكر المغربي الشهير المهدي المنجرة اليوم، وأي يوم هو ذاك الذي تختفي فيه شمس "الفكرة المستقبلية"، وتجف فيه "عروق" رجل سخر جزءًا غير يسير من دينامية حياة جاوزت تقريبا 81 سنة لمشاغل الكفاح والعناد والتوق إلى مستقبل يقطع مع قيم الذل وهوان الأفكار بما يعنيانه من فضح لجشع النيولبرالية/الامبريالية الجديدة المتوحشة والدفاع عن حق دول العالم الثالث في التنمية المستقلة، ومنافحة من أجل إقرار نظام دولي يتأسس على العدالة والإنصاف والكرامة لـــكل الشعــوب والمجتمعات، أي مصاب سيحل -والخبر قد ذاع- بوجدان تلك الشعوب والمجتمعات التواقة إلى مستقبل تخلد فيه الفكرة "المهدوية"؟ العالم الاستثنائي كما يوصف، صاحب المفاهيم المائزة، والتحليل المباين لعدد من المشكلات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تواجهها ببلدان العالم الثالث، والرجل القوي صاحب المواقف المتصلبة والمتجذرة التي لا تطاوع أو تهادن أو تستسلم لقدر "أوطان" تخلع الكبرياء عن مواطينها مهما أنفوا شماخة؟ ولعلها الشماخة "الاستثنائية" التي عرضته غير ما مرة لكل أنواع التضييق والتهميش والمصادرة والمنع رسميا؟؟؟ ورغم ذاك لم يثنيه "جميل صنيع الوطن ونخبه" عن أن يبقى شامخاً ومدافعاً عن "البديل" معرباً فيه ذلك المنجز الحضاري بالحفاظ على "تقدير" القيم الثقافية والتحرر من التبعية للقوى الإمبريالية "المعلوم" لا "المجهول"؟