تركيبة التيدينيت و خصائصها الفنية / الشيخ ولد آب
يا من ظهر ظهر أغراب يــــــــــا من بطن خربيشه
يا الحاذك ول الحـــــذاك وهاي اعرف لي ذ الهيشه
هكذا صنفت في اللغز الشعبي المعروف ب ” اتحاجي” , الآلة الموسيقية الموريتانية الأصيلة : آلة اتيدنيت ( سلطان الآلات الموسيقية الموريتانية ).
و هي آلة وترية , لها أربعة أوتار في الحالة الطبيعية مثل تيدنيت تكانت و الكبلة و بعض مدارس الشرق و هناك من يضيف لها وترا خامسا من مدارس الشرق ويقال إن شيخنا ولد أباشه أضاف لها وترا سادسا .
وهي مكونة من :
- الكدحه أو الطبله أو اطازوَه : قدح مقطوع من جذع شجرة آمور أو شجرة آدرس و هو مجوف و على شكل بيضوي ويكون صوت التيدنيت أقوى كلما زاد حجمه.
- لخراب : تكون على أطراف ظهر القدح , يربطها العازف بحبل رقيق أو خيط يلفه حول رقبته إذا أراد العزف واقفا ، و تساعد أيضا في تثبيت الجنبة على ظهر الكدحه .
- لوتــاد : جمع وتد وهي أعواد أو عيدان صغيرة , تساعد في تثبيت الجنبه و هي مثل لخراب من حيث الموقع .
- الجنبه أو الجل : و هي قطعة من جلد البقر أو الإبل أو من جلد الغنم إذا كان غليظا. و يغطى بها وجه القدح ويربط على ظهره بخيوط غليظة من الجنبه و أعواد و أخراب .
- أسيور: خيوط غليظة, تصنع عادة من بقية الجلد المصنوعة منه الجنبه و تربط بها الأوتار على العود و الجنبه على الكدحه .
- الأوتــار: خيوط كانت قديما تصنع من شعر ذيول الخيل و يعزف عليها فتخرج النغمات و أصبحت تؤخذ من خيوط النايلون الحديثة المستعملة في صنارة صيد السمك.
و الأوتار أربعة أو خمسة, فأما الوتران الطويلان فيسميا : لمهار (مفردها : مهر) و أما الأوتار القصيرة فتسما : التشبط بكسر التاء أو التشبطن ( مفردها : التاشبط )
العــود : يقطع من شجرة “سانقو” أو شجرة “آمور” و هو رقبة الآلة التي يعزف عليها باليد اليسرى . و تثبت عليه الأوتار بأسيور.
- التامونانت أو الصيدح : هي الفرس الذي توضع عليه الأوتار بطريقة يكون أكثر ارتفاع الوترين الطويلين ( لمهار), بقليل من الوترين القصيرين ( التشبطن ). و هي تمكن من رفع الأوتار عن الجنبه و العود، لإخراج الصوت و هي مثبتة على طرف العود الثاني بخيوط جلدية
-الفـــــــم : فتحة شبه مستديرة الشكل تكون في الجنبه عند نهاية
طرف العود الثاني ,المثبت للتامونانت وهو مخرج صوت الآلة .
ـ القشوة : هي قطعة نحاسية ، توضع عند نهاية طرف العود المعاكس “للفم” لتجميل شكل الآلة و تساعد أيضا في تضخيم الصوت
- الحربه : توضع على القشوة و لها عند أطرافها أسلاك حديدية ، تساهم أيضا في تضخيم الصوت و ضبط الإيقاع .
- السلاسل : توضع تحت الأوتار،على الجنبه و تربط أطرافها ب”لخراب” و هي كالحربه تساعد في تضخيم الأصوات الإيقاعية و تزيد من هارمونيا المعزوفات الموسيقية .
تجعل أحيانا قطعة من القماش على ظهر القدح لإخفاء السيور و تخضب الجنبه أو تتم زخرفتها بأشكال أخرى و كل هذا من أجل تحسين أو تجميل مظهر التيدنيت .
أما عن أصولها فهناك من يقول إنها جاءت من الأندلس مثل سيد أحمد بن أحمد زيدان و سيداتي بن أبه و ابوه بن بوب جدو و غيرهم
و هناك من يقول إنها افريقية و أن العرب الذين جاءوا إلى موريتانيا وجدوها أمامهم و سنـأتيكم بتفاصيل شاملة لهذه الخلافات لاحقا.
و من المعروف أن للتدنيت ثلاث طرق ( جوانب ) تختلف في العزف
من المقام الأول” كر ” حتى المقام الأخير “لبتيت “، من دون أي تقاطع في العزف المقدم للمقام و المعروف عندنا ب : “ادخول ” أو المقطوعات الموسيقية المعزوفة على الإيقاع و المعروفة عندنا ب ” لشوار ” مع أن هناك من لشوار ما ليس له إيقاع مثل “لعسيري” .
ونظرا أنه لا بد للعازف من معرفة كل هذه الطرق بشكل متقن , كانت دراسة التيدنيت تكلفه صحبة طويلة للأستاذ الذي كان بدوره كثير الترحال لكسب معاشه الذي لم يكن تلاميذه يساعدونه فيه بدفع أجور ، لما يربطهم به من علاقات أسرية فكان يكتفي باستخدامهم كعون له في تهيئة الأسفار والقيام عنه ببعض الأعمال اليدوية .
فكان الرجال أولى بهذا النوع من التعليم و اختارت النساء آلة آردين .
و هكذا نجيب على السؤال الذي طرحنا في الحلقة السابقة.
- فالتيدنيت آلة رجالية لأن دراستها تتطلب وقتا قد يزيد على خمس سنين من الترحال مع الأستاذ و الخدمة اليدوية
- دراستها أكثر تعقيدا نظرا لتعليمها بثلاث طرق مختلفة من “كر ” الى “فاقو”( الجوانب الثلاثة = الجانبه الكحله – الجانبه البيظه – جانبة لكنيديه )
- لأنها توضع في مكان لا يسمح ، حسب الأعراف و الأخلاق و الدين بالنظر إليه لدى النساء ( العبون ) .