وَأَنْتَ تَتَسَاءَلُ عَنِّي؟
بقلم سويدي تمكليت
وَأَنْتَ تَتَسَاءَلُ عَنِّي؟؟؟
فَتَّشْتُ في حفرياتِ نَفسي عن نفسي!!! قَلَبْتُ كل أغراضي وملفاتي، وحافظة أسراري ومفكراتي رأساً على عقب!!! استنطقت ذاتي أمام المرآة من أكون؟ ومن تكون أيها المغبون؟
(أجلت الكلام مرااااااااااات)
وَأَنْتَ تَتَسَاءَلُ عَنِّي؟؟؟
تَحَرَّيْتُكَ في يقظتي وسُباتي، وفي لحظة تَعَقُّلِي وهَذَيَانِي، وفي النِّهاية قادني "اَلْبَحْثُ" إلى العراء لأتعرَّى على ذاتي في الخلاء!!! لأتغوط على ظلالي وأشباحي!!! لأتبول على "اَلْبَاعُوضِ" الموريتاني و"اَلْبَقِّ" الشَّمالي الذي مص دمائي!!! لأدُقَّ مِسْمَاراً في نَعْشِ لغة الرسميات، لأمزق كل البزَّات، وأحطم أخيراً "اَلدَّوَاةِ" لأنَّهُ لاَ يُعْجِبُنِي حِبْرُكُم ولا تلك الصباغات!!!
(أجلت الفعل مرااااااااااات)
وَأَنْتَ تَتَسَاءَلُ عَنِّي؟؟؟
لحظة... لن أطيل، سأختصر الكلام بموجبات سؤالك "اَلْحَارِّ جِدّاً" عَمَّنْ أَكُون، فأقول: أنا حدجي في كامل قواي الحنظلية، لا يرتهن وجودي إطلاقاً ولا ظهوري بأي ربيع!!! الحنظل "خَالِي" أبقي عليه "مَنْفِيّاً" خارج البلاد؟ والعلقم "أَخٌ شَقِيقٌ" لي وَأَدْتَ حُرِّيَتَهُ في بُلْعُومِكَ أَنْتَ والأخرين؟ والمدعوة المرارة "جَدَّتِي" اِخْتَفَتْ في ظروف غامضة قبل أن تُعلنَ "مُنَظَّمَاتٌ حُقُوقِيَّةٌ" مَوْضِعَ "لُجُوءِهَا" على ضِفَافِ "أَرْضِ" الكَبِدِ كمواطنة بلا وطن؟
أما "وَالِدَيَّ" فلا يزالا يُشِيمَا اَلْمُزْنَ في رحلة ارتياد مفتوحة على "كُلِّ اَلْاِحْتِمَالاَتِ" بَحْثاً عن مَرَابِعَ تَجْمَعُنَا فِي "أَمْحَاصَرْ" لا تُطَوِّقُهَا الألغام؟
(أجلت التوضيح مرااااااااااات)
وَأَنْتَ تَتَسَاءَلُ عَنِّي؟؟؟
أنا "شيءٌ" مَمْجُوجٌ مَمْقُوتٌ تَهْجُرُهُ كل الأذواق؟ مُغَيَّبٌ –عمداً ودوماً- عن جلسات الاستماع العلنية، وعند الباعة المتجولين، والموائد، والأطباق؟ لا أحتفظ بأي ذكرى تَخُصُّنِي غير "ذِكْرَى هُوُيَّتِي"، ولا بأي صورة "شَمْسِيَّةٍ" ولا "قَمَرِيَّةٍ" لنفسي يُمْكِنُنُي أن أُطْلِعَ "جَنَابَكُمُ اَلْحُلْوِّ" عليها؟ كسولٌ لا أقوى على الوقوف، مشلولٌ استوطنه الضياع والخوف، ممدََّدٌ في العراء وكل الرُّقُوقِ و"لَگْرَايِرْ"!!! أخاف "قَبَائِلَ" النَّبات والزَّهر!!! لست "مَحْصِيّاً" في لوائح مسلسل "تَحْدِيدِ اَلْهُوِيَّةِ"؟ ولا الإحصاء "لِسَنَةِ 74" الذي أعدَمَنِي "وأنا الموجود"؟؟؟ لم تؤسرني هندسة الحجرات الدراسية التي خبرت فصولها بالمرَّة، كل طلباتي لولوج أسلاك "اَلسَّاحَاتِ اَلْخَضْرَاءِ" قُوبِلَت بالرفض؟ لا أعرف من ألوان وأبجديات "اَلْعِشْقِ" لحد السَّاعة إلا تجربة عشق واحدة هَمَّتْ عشق أُنُوثَةِ "بِلاَدِ اَلشَّمْسِ" و"لَحْرَاشْ" و"أُودَيْ السْدَرْ واَلْگْزَاحْ"... "أُودَيْ السْدَرْ واَلْگلْزَاحْ"؟ استهجن الإنجاب من غير جنس ذاتي، فلا أحتاج لأي "عوازل نباتية" لأنِّي باختصار أرفض كل "اَلْقَرَابَاتِ" النَّاجِمَةِ عن "اَلْمَنِيِّ"؟
محبة بحجم هواجس الكتابة