منتدى خربشة على الرمال
حللت اهلا ونزلت سهلا عزيزي الزائر ..
نعتدر عن الازعاجك من طرف هاده النافدة ظهورها يعني انك غير مسجل لدينا ..
نعلمك عزيزي الزائر ان هناك مواضيع حصرية في منتدنا ولكن نقوم باخفائها لاظهارها. عليك ان تكون عضو معنا
لن يستغرق تسجيلك سوي دقيقة واحدة
بعد التسجيل يمكنك تفعيل نفسك عن طريق الايميل اللدي سجلت به
وان لم تفعل نفسك سيتم تفعيل حسابك خلال 24 ساعة من طرف ادارة المنتدي

هيا سجل وكن واحد من أسرة أرض التطوير
منتدى خربشة على الرمال
حللت اهلا ونزلت سهلا عزيزي الزائر ..
نعتدر عن الازعاجك من طرف هاده النافدة ظهورها يعني انك غير مسجل لدينا ..
نعلمك عزيزي الزائر ان هناك مواضيع حصرية في منتدنا ولكن نقوم باخفائها لاظهارها. عليك ان تكون عضو معنا
لن يستغرق تسجيلك سوي دقيقة واحدة
بعد التسجيل يمكنك تفعيل نفسك عن طريق الايميل اللدي سجلت به
وان لم تفعل نفسك سيتم تفعيل حسابك خلال 24 ساعة من طرف ادارة المنتدي

هيا سجل وكن واحد من أسرة أرض التطوير
منتدى خربشة على الرمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أدبي ثقافي شامل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في رثاء الطنطان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسين

حسين


عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 27/03/2014

في رثاء الطنطان Empty
مُساهمةموضوع: في رثاء الطنطان   في رثاء الطنطان I_icon_minitimeالإثنين 12 مايو - 0:26

مدينة لها طعم الملوحة..حزينة و قاسية.هكذا يخيل إليك و أنت قادم إليها من جهة الغرب.في غبش المساء تبدو كأنها بعض من الجمر المتناثر..يزيد وهجه في الوسط و يخبو في الجهات الاخرى.و سماء باهتة الزرقة.
         و أنت نازلا من هضبة لحميدية إلى تفاصيل المدينة..يأتيك إحساس زائف بالشموخ.تنزلق في اتجاهها كرائح إلى المجهول..فتطل عليك بنايات يكسوها الغبار..تحسبها لأول وهلة  بعض من أرياف دمشق التي يقصفها بشار ليل نهار..تحسها بائسة مستكينة فلو كانت قوية بالمقدار الكافي لانتفضت لتزيل عن نفسها ما علق بها..و حين تقترب يزداد انزلاقك إلى مدخل المدينة فيأتيك إحساس طفل يركب المراجيح لأول مرة.

مدينة الذكريات

        نترك الطنطان دائما لنعود إليها..نتركها أياما..شهورا و أعواما و لكننا نعود في النهاية.نعود لنجدها كما هي.مدينة لا تغير إلا ألوانها..اصفر ثم بني ثم ابيض و ازرق.تغير جلدها كما يغير أهلها جلودهم عند كل انتخابات.
       كلما زرتها أتذكر كم كنا سذجا و مغفلين أيام الطفولة..أتذكر درس التعبير في الرابع أبندائي و سؤال المعلم لنا ( كيف تتصور مدينة طانطان سنة 2000) و نبدأ في الحلم..تصورناها كبيرة و جميلة..العمارات و الحدائق و الطرق و ..و مرت الألفين و عقد بعدها و الطنطان تجتازها العذابات..تائهة و منكسرة. و تذكرت الدعابة التي يرويها أهل المدينة عن اختباء بن لادن فيها و أن بوش أرسل قائد قواته و أمره بتصوير هذه الطنطان التي أوت عدوه.فلما رؤى الصور قال لقائده لقد أمرتك بتصويرها و ليس بتدميرها..
       مدينة مدمرة..بلا أبواب و لا سقوف..محطة مفتوحة ترحب بكل الزائرين..طريق للذاهبين و للقادمين..مدينة ميتة لا تحيى إلا حين ينفث فيها شيطان الانتخابات من روحه.

مدينة فقدت هويتها

        كعادتها بشوارعها الخالية نهارا..تعيش الطنطان يومها كباقي الأيام..تبدو و كأنها نسيت الأفراح..لا شيء يزينها..لا فرحة تسكنها..تحس الزمن فيها يتحرك بنصف سرعته.
       رمال تداعب باخمصها العازقة و الشوارع التي نجوب بحثا عن و جوه نعرفها..الغبار يملا الدنيا..اللون البني في كل مكان كما لو اننا نسير في مدينة أثرية تم اكتشافها للتو..نتفقد الوجوه فلا نرى إلا الغرباء..و جوه باهتة كأننا ننظر في مرايا مهشمة.
      و حين المساء..جنية شبقه خرجت من عباءة ساحر..ملكة تائهة الطنطان..نحسها عامرة و دافئة بألوان زاهية بين السواد و السواد لا يراها إلا من تاه على ضفافها  أيام الوجد و ضاع على أرصفة شوارعها.
     المقاهي تضج بالحركة  بعد كل السكون..من بين أضلاع هضبتي "عين الرحمة" و "تكرية" خرج الجميع..من "الدوار" الرحم الخصيب.. من " لخميس لقديم" و "الطنطان لحمر" انسكبوا نورا يزرع الدفء و الطمأنينة في قلوبنا..
     غجرية سافرة تعشق الغرباء أنت أيها الطنطان..مدينة صامتة..بهية زاهدة..تمر بها السنون ..ساذجة كطفل منغولي..وردية بلون الغبار. نعبرها  صامتين مثل دحرجة الدمعة من العين..نبكيها مثل طلول عالية و قبور دارسة..الطنطان دير مهجور.

مغارة علي بابا

        تغير جلدها الطنطان عند كل انتخابات..تفتن الأشقاء و الإخوة..تجمع و تفرق مثل رأس فتيل مشتعل..حرب خاسرة طنطان..في سبيل الأربعين حرامي الذين يتناوبونها مثل أي مومس على قارعة الطريق..تصيبها لعنة سرمدية.من رحمها دائما يخرج لصوص المغارة..برلمانيون و رؤساء بلديات و جماعات..الناجحون فيها يصيحون مثل علي بابا  حين اكتشافه المغارة ( ذهب..ياقوت..مرجان)وحدهم من يرون في الطنطان الدجاجة التي تبيض ذهبا..و بعد الانتخابات يعود أهل الطنطان إلى المقاهي كأعمى ينتظر..واهمون..صابرون في انتظار انتخابات أخرى.

رثاء
       مدينة التناقضات..حاضنة الثورة في السبعينات..و اللصوص منذ التسعينات.يحوز أبناؤها أعلى الشواهد و يحكمها الجهال و الأميون..رؤساء جماعات لا يفكون الخط حتى..و كوادر يأكلها النسيان على هوامش المقاهي..و شباب يتفجر منهم الحزن و الخيبة.
       بحر و خصوبة لا يسمنان و لا يغنيان من جوع..سنوات من النضال و تاريخ من الثورات جف مدادها و تجني ثمارها مدن مجاورة..مخضبة بالأسى..بلا مطامح..نكرهها حينا و نعشقها أحيانا..قبلة للطامحين النازحين..تحتضن كل الوافدين و تقسو على أبناءها العاشقين.
تنكر لها أبناء العمومة..خذلتها شعارات الثورة..ساخطة مثل بلدان أمريكا اللاتينية..وادعة  كمدينة شرق أسيوية.      
       الطنطان..جسد يجتاحه فقر الدم..يصيبه فقدان الذاكرة..تؤلمه أوجاع التنفس..ضعف البصر و انفصام الشخصية..و يحل به ارتفاع ضغط الدم عند كل انتخابات.
الطنطان مدينة تحتضر و يقتلها عقوق ابنائها من منتخبين و من اولئك الذين صوتوا لهم.    

لمجيد حسين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسين

حسين


عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 27/03/2014

في رثاء الطنطان Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رثاء الطنطان   في رثاء الطنطان I_icon_minitimeالإثنين 12 مايو - 16:42

كما كنت دوما استاذي الغالي لغلا..كلماتك ليست كالكلمات..
تتشرف الطنطان (وبالتأكيد انا) بايام جيرتنا تلك التي تعني لي الكثير.
شكرا دكتور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في رثاء الطنطان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى خربشة على الرمال  :: الفسحة :: فسحة المقالة-
انتقل الى: