منتدى خربشة على الرمال
حللت اهلا ونزلت سهلا عزيزي الزائر ..
نعتدر عن الازعاجك من طرف هاده النافدة ظهورها يعني انك غير مسجل لدينا ..
نعلمك عزيزي الزائر ان هناك مواضيع حصرية في منتدنا ولكن نقوم باخفائها لاظهارها. عليك ان تكون عضو معنا
لن يستغرق تسجيلك سوي دقيقة واحدة
بعد التسجيل يمكنك تفعيل نفسك عن طريق الايميل اللدي سجلت به
وان لم تفعل نفسك سيتم تفعيل حسابك خلال 24 ساعة من طرف ادارة المنتدي

هيا سجل وكن واحد من أسرة أرض التطوير
منتدى خربشة على الرمال
حللت اهلا ونزلت سهلا عزيزي الزائر ..
نعتدر عن الازعاجك من طرف هاده النافدة ظهورها يعني انك غير مسجل لدينا ..
نعلمك عزيزي الزائر ان هناك مواضيع حصرية في منتدنا ولكن نقوم باخفائها لاظهارها. عليك ان تكون عضو معنا
لن يستغرق تسجيلك سوي دقيقة واحدة
بعد التسجيل يمكنك تفعيل نفسك عن طريق الايميل اللدي سجلت به
وان لم تفعل نفسك سيتم تفعيل حسابك خلال 24 ساعة من طرف ادارة المنتدي

هيا سجل وكن واحد من أسرة أرض التطوير
منتدى خربشة على الرمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أدبي ثقافي شامل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 احزان المدينة و البحر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حسين

حسين


عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 27/03/2014

احزان المدينة و البحر Empty
مُساهمةموضوع: احزان المدينة و البحر   احزان المدينة و البحر I_icon_minitimeالأحد 11 مايو - 23:57

جلست قرب الحائط المتهدم أعلي الزقاق.كنت أعرف أن الوقت لن يطول بي وحيدا فلابد أن يظهر احدهم، مدينة فقيرة كهذه لا يجد الشباب ما يفعلونه، الفقر و الفراغ.
تذكرت العطل التي قضيتها رفقة أخي في الدار البيضاء.تمنيت كثيرا لو  أني ولدت في مدينة مثلها.. قد تمضي شهورا تتجول فيها و تكتشفها دون أن يلحظك الناس أو ينعتوك بالتسكع.في مدينتي يكفي أن تخرج ليومين متتاليين حتى يعرفك الناس و تصبح مألوفا.
-    احمد سالك..أنت أشحالك؟ يجب أن يضيفوك إلى عوامل التعرية التي حطمت حوائط هذه المدينة.
قالها محمد بضحكاته المعهودة..قطع علي خلوتي..كانت ضحكته صافية رنانة و مميزة..لطالما حسدته عليها لأنه لم يرى يوما مبتئسا.
-    لا يوجد ما نفعله..المسلسل الذي تعرضه القناة الأولى يصيبني بالجنون..اكره هؤلاء المكسيكيين و قصصهم.
-    و الله ما أخرجني إلا ذاك..عجبا لهؤلاء.."كوادالوبي" عرجاء يقتتل عليها الرجال..لو كانت هنا لوجدتها تتسول قرب السوق.
قالها ضاحكا و عطس.تحرك جسده كله و ارتجف.كانت هذه العطسة تثير ضحكنا كثيرا و لكنه لم يأبه يوما لذلك.كان محمد يدرس في السنة الثالثة ثانوي..الولد السابع لوالد متقاعد من الجيش مثله مثل غالبية رجال هذه المدينة.يسكن دارا آيلة للسقوط..يلبس سروال جينز  و معطفا بني اللون أكثر الأوقات.
-    قد تظهر نتائج الامتحانات بعد أيام..و أنا بالتأكيد سأنجح..لكن ما الفرق؟ لا استطيع الذهاب إلى الكلية و سأبدأ البطالة باكرا.
-    أنا إن نجحت سأذهب إلى الكلية..هناك تستطيع فعل ما تريد..تسكن و حدك..تستقبل الفتيات..تشرب و تدخن...الحياة تبدأ من هناك.
-    الحياة هناك وراء البحر..لا أريد أن اكرر مأساة إخوتي..نتقاسم الغرفة و الملبس..ولدنا في سجن و لازلنا لا نستطيع مغادرته.
كنت أرى الحزن في عينيه و هو ينطق هذه الكلمات.و كنت أعرف أي مأساة يعيشها..اثنان من إخوته غادرا إلى المخيمات (1) مثل كثير من شباب المدينة حينها..أمنا بالثورة و ماتا في الحرب معا.." حمادي" و "احمد فال". و كان الأخير أكبرهم.يروون عنه الكثير من الحكايات..كان شجاعا و وسيما و شاعرا أيضا.غادر بعد حصوله على الإجازة مباشرة.و لطالما سمعت ما يروون عنه في أمسيات الصيف..و الكثير من أشعاره " كيفان"(2) تحفظها النساء.. و الآن في الحي الكثير من  الصغار يحملون اسم "احمد فال".
كانت له قصة حب مع " توفة" أجمل بنات الحي حينها.كانت النساء ما فتئن  يرددن تلك القصة..تزوجت بعد سنتين من استشهاده..و في ليلة الزفاف و بينما كان الرجال يغنون مع المطرب و كانت النساء ترقصن غير بعيد من مجلس الرجال..دس احدهم بيتا شعريا "كاف" للمطرب من اجل الغناء.
                           ماتوا بعد  الشجعان               و  الرجالة   لبطال
                          و الرحمة و الغفران               و الرحمة لاحمد فال
كان المطرب يرددها غير أبه بمقدار الحزن الذي أثاره،و بدا الرجال في حالة اقرب إلى البكاء..و النساء بدين كغزلان تحاصرها النيران و حركاتهن صارت ضعيفة و رخوة..و "توفة" العروس بدت نظراتها متوسلة مليئة بالحزن و الرجاء معا..و الدموع تنهمر من عينيها.
وفي اليوم التالي شاع خبر طلاقها..و سرت الحكايات مرة أخرى و تكاثرت.إحدى صديقاتها أقسمت أنها بكت كثيرا و في لحظات معينة كان الدم يسيل بدل الدموع..و قالوا أيضا أنها لا تزال بكرا لان زوجها لم يقربها تلك الليلة و انه غادر إلى وجهة أخرى..
ألان "توفة" لا تزال تعيش مع أمها  دون زواج و ترفض حتى أن تتزين..اقتربت من الأربعين و لم تزل عزباء  بدون زواج.
مات اثنان من إخوة محمد في الحرب و اعتقل الثالث حين كان يهم بالهروب إلى المخيمات..قالوا إنه كان يحمل علما للثورة خاطته نساء المدينة..و قالوا إنهم ربطوه في سيارة الجيب العسكرية و قاموا بجره عشرات الكيلومترات،و "السالكة" زوجة شيخ الحي قالت إنهم ضربوه كثيرا و لم ينطق و لم ينبس ببنت شفة..كانت تكرر هده الكلمات و هي تغمز بعينها في إشارة إلى أن زوجها من اخبرها بذلك.
كان محمد يكره الخوض في هذه الحكايات..و حين أطلق سراح المعتقلين بعد ذلك ب 16 سنة لم يكن أخوه معهم.و قيل مات متأثرا بجراحه بعد شهور من اعتقاله..كانت الحكايات تزداد غرابة مرة بعد أخرى و كان المعتقلون أنفسهم لا يملكون رواية موحدة..لكنه مات في السجن بالنا كيد.
-    و أحميدة...أين سرحت..لعلك تحلم بالفتاة التي سترافقك في الجامعة؟
-    لن تكون واحدة فقط..أخي اخبرني انه عرف ثلاث فتيات في الأسبوع الأول فقط..أنت تعرف أني اجتهدت كثيرا فقط لأصل إلى الكلية..الدراسة لم تعد تهم فالنهاية معروفة..ليس سوى البطالة.
-    لذلك لا أريد أن اكرر ما فعله الذين حصلوا على الإجازة  و عادوا للمزاحمة على الحائط..و لن افعل ما فعله إخوتي الكبار و أموت لأجل قضية لا نفهمها حتى ألان.لقد ولدت لأعيش في أوربا..هناك عالمي.
كنت أعرف انه يخفي سرا ما عني..كان محمد واضحا و صريحا..كان يقول أشياء تدخل للقلب مباشرة و لم يكن يعبأ باعتراضات الآخرين..لكن كلماته الأخيرة كانت غريبة..أحسستني أحار فيها و كنت اعرف انه يعني ما يقوله.
و لثلاثة أيام لم أره..و لم أحاول السؤال عنه..كان يختفي دائما و يظهر فجأة.قد يختفي لأسبوع و أكثر ولا نسال عنه..يحبس نفسه في المنزل و يعتكف على أشياء لا نفهمها..المرة الوحيدة التي اختفى فيها و زرته في منزله..وجدته يقرأ قصة سيف بن ذي يزن..و كان يحاول تمثيلها..يتكلم و يحارب و يصرخ وحده..يومها ظننت أنه قد جن..لكنه خرج إلينا بعد يومين مبتهجا ضاحكا..قهقهاته تملأ الدنيا.
في اليوم الرابع كان موعد نتائج الباكلوريا..بكرت مثل غيري إلى الثانوية..كانت حشود التلاميذ قد سبقتني إلي حيث علقت سبورة النتائج.و في وسط تلك الحشود أحسست بصمت قاس يخيم على الوجوه..انتظرت قليلا لعلي اسمع أحدا يبشرني بالنجاح و يكفيني مرارة البحث..قلت لنفسي و أنا اشق الزحام أريد أن أخلصها من مظاهر الخوف التي سيطرت علي
-    لابد أن محمدا قد سبقني و سرعان ما سأرى يديه مثل أجنحة مفردة في الهواء..
و حين اقتربت بدأت أتلقى التحايا و التبريكات و سمعت صوتا يقول لي:
-مبروك النجاح و مبروك لمحمد لقد نجح بامتياز.
حينها رجعت دون أن انظر حتى إلى النتائج..و فكرت .. يجب أن أكون أول من يبشر محمدا بالنتيجة. و من أعلى الزقاق رأيت جمعا من الناس بباب منزله.أحسست بالمرارة في قلبي..شيء ما قد حصل..و حين اقتربت أكثر كان صوت الصياح يخترقني.و ارتجفت من الانتظار و الغيظ..لم أكن اعرف ما علي فعله..توقفت قليلا..قلت بصوت مخدوش و خائف:
-    الله يحفظ.
تقدمت بحذر..مترددا مثل رقاص ساعة معطلة..فكرت بالعدول..و حين اقتربت أكثر، سمعت احد الجيران يقول:
-    لم يجدوا جثته حتى ألان..الله يرحمك يا محمد.
دمعت عيناي حينها..افترستني رغبة جارفة بالصراخ..كنت أعرف انه سيفعلها..كنت أعلم انه يرغب في عبور البحر إلى الجزر الاسبانية..لكنني لم أتوقع أبدا مثل هذا التوقيت.باكلوريا بامتياز و ينتهي في البحر..تراءت لي صورته ينزف..غامت الأشياء أمامي..ظننت أني أسير في حلم..صرخت:
-    لماذا؟ العذابات كلها له..الفقر..الحرمان و حتى الموت بهكذا طريقة؟
-    لا تكفر..الله يهديك يا بني.
-    يكفي ما قاسى كل هذه السنين..لماذا حتى موته عذاب؟
-    لا حول و لا قوة إلا بالله..الله يهديك.
تفلت على الأرض بانتقام..ضربت على الحائط بكلتا يدي،امسكني احدهم لكنه أفلتني حينما رأى تصميما اخرق في عيني، فعدوت مهتاجا و غاضبا إلى البيت.
لزمت غرفتي أسبوعا بأكمله،لم أكن اعرف أن الحياة يمكن أن تكون قبيحة و كريهة إلى هذا الحد..الخيبة في دمي تتفجر.أخذت أرقب الصور القديمة بحزن،كانت إحداها لأخيه  "احمد فال" ،كان قد أهداني إياها قائلا انه يكره الاحتفاظ بها لأنها تذكره برغبة دفينة في الانتقام. و لم أكن قد تفحصتها سابقا..و حين نظرت إليها جيدا ..كان صورة طبق الأصل لمحمد.قلبت الصورة بحثا عن تاريخ قد يزيل اللبس و الحيرة اللذان اعترياني ،فإذا بكلمات لم أكن قد رايتها من قبل..كان مكتوبا على ظهر الصورة:
( انه الخريف..عضلة يستعرضها القدر أمامنا،و درع يقيه النار المتأججة داخلنا،فما أجبننا..لقد حان أن نعلن وفاة هذا القدر، و لمن أراد زيارة قبره، هذا عنوانه:
ابحث عن بركان متأجج و انعطف نحو اليسار، تجد قلبا تغطيه تضاريس صحراوية..ذاك قلبي..فشقه ..ستجد القدر في قبره مكبلا بالقيود..
الفقراء المهابيل الذين لا يحملون السلاح..يكفيهم العذاب الذي يعيشون فيه.)
شعرت بدوار هائل يسيطر علي..شعرت بالحزن..بالقرف..بالكراهية و بالجنون، و طافت بخاطري صورته بضحكته الرنانة..و سيطرت علي خيبة سوداء.

                                                                                              حسين لمجيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يحظيه حيسن
عضو مميز
عضو مميز
يحظيه حيسن


أوسمتى :
احزان المدينة و البحر 13270210

عدد المساهمات : 86
تاريخ التسجيل : 18/02/2014

احزان المدينة و البحر Empty
مُساهمةموضوع: رد: احزان المدينة و البحر   احزان المدينة و البحر I_icon_minitimeالجمعة 16 مايو - 15:19

الأخ "الحسين لمجيد" القصة جميلة ومترابطة جمعت بين أزمنة متعددة ولحظات تاريخية ذات بصمة، واحتوت على ظواهر معينة كالبطالة و معانقة قوارب الموت .
لكن هناك ملاحظة في النص "و بينما كان الرجال يغنون مع المطرب و كانت النساء ترقصن غير بعيد من مجلس الرجال..دس احدهم بيتا شعريا "كاف" للمطرب من اجل الغناء .. و بدا الرجال في حالة اقرب إلى البكاء..و النساء بدين كغزلان تحاصرها النيران و حركاتهن صارت ضعيفة و رخوة "
 أعتقد أن الشعر "الكاف" لم يكن يوما مرافقا للرقص 
مع تحياتي وتقديري مودتي وباقة ياسمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
احزان المدينة و البحر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى خربشة على الرمال  :: الفسحة :: فسحة القصة و الرواية-
انتقل الى: