بقلم سويدي تمكليت
مقال الافتتاح...
أَنْ تَكْتُبَ في زمنِ الرَّدَاءَةِ وخيانةِ الأشكالِ أمرٌ مختلف، ومحفوفٌ بخطر تمايز الذَّوق، وخيبات انتظارات القارئ، إذ قد يكون باعثاً على رميك بالاتهام في اقتراف "جِنَايَةَ" التواطؤ مع الاختيارات غير المألوفة أو غير المسموح بها حسب الظاهر من منطوق النصوص التشريعية للكتابة، ولأنك تتخذ انتظاماً جديداً "لِلْبَوْحِ وَمَا يَسْطِرُونَ" يتخطَّى توقعات بياضات الأوراق الماحق إلى نشرات منتدى "الساقية و الوادي للأدب" الجوية المحكومة برصد بعض أحوال هاته الجغرافيا وتقلبات مناخات القراء فيها، فأنت لا شك ترتاد "فَضَاءً اِفْتِرَاضِيّاً" كجاني يسعى إلى فض بكارة "عُذْرِيَّةِ اَلصَّمْتِ" في مقدمات نصوصه السردية هاته...
أَنْ تَكْتُبَ وفق اختيار منظورك، ونوع الهواجس التي تسكنك كصاحب قلم "ناشئ" يتحرَّى بناءً جديداً "لِزَلاَّتِ كِتَابَاتِهِ" في اتجاه طريق جهوية لم تعبد بعد، فقد يكون ذلك إيذاناً منك بالرغبة الجامحة في رفض "اِبْتِلاَعِ اَلرِّيقِ"، وتَرَسُّمِ المعتادِ من تلك "اَلطُّرُقِ اَلسَّيَّارَةِ" للكتابة التي تتسابق فيها بعض النصوص نحو "مُنْتَجَعَاتِ اَلْقُرَّاءِ اَلسِّيَاحِيَّةِ"، ولأنك تتغيا تحقيق مطلوبك المختلف للامساك بالهامشي بدل المركزي في التأسيس لذوق جماعي ينحاز للعري وغواية التفاصيل، فأنت لا مندوحة تُثير "اِمْتِعَاظَ قَلَمِ اَلْمُتَدَيِّنِينَ" الذين حتماً لن يتوانونَ عن رميك بالزندقة والكفر....
أَنْ تَكْتُبَ في "مُنْتَدًى" يَعُجُّ امتداده بِخِيَمِ آسِرَةٍ تُوثِرُ "كَرَمَ اَلْبَوْحِ وَاَلْكِتَابَةِ" ولو كان بها خَصَاصاً في زمن تغيَّرت فيه "خَارِطَةُ" قيم العطيَّة والمنَّة، ومواضع "أَعْتَابِ" القصد والشاكرين فينا وعندنا، فذاك لا محالة أمر يُغْبِطُكَ، ويُحَفِّزُ خاطرك على الانشراح، والتقدُّمِ لحيازةِ موضعٍ تتقاسمه مع "أَقْرَانِكَ فِي اَلِاهْتِمَامِ"، فلا شيء يُحَمِّلُكَ على انتظار الدعوات الرسمية، في خيمة ترعاها الملائكة...
أَنْ تَكْتُبَ كما تشتهي، بعيداً عن تَمَثُّلِ مَعْهُودِ "أَهْلِ اَلسَّرْدِ" يجعلكُ مُنسجِماً مع ذوقكَ الفنِّي، ومُتخلِّقاً كما ينبغي، فالكتابة "طُمُوحٌ حُرٌّ" وإرادة تنشد "كِبْرِيَّاءً خَاصّاً" يرفض الاستسلام للنماذج، والإذعان للأنماط...
ولهذا، آثرت "أَنْ أَكْتُبَ" إليكم -أعزائي القراء- هذا "الإعلان" لَعَلِّي أُوجِدُ لكم مدخلاً مقبولاً، أو بالأحرى مسوغاً لبعض ما كتبته أو سأكتبه في "منتداكم الأغر" الذي شَرَّفتْنِي دعوة أحد الإخوة النبلاء إليه غاية التشريف والامتنان...
محبة بحجم هواجس الكتابة