وجع المدن...

وجع المدن..

على صهوة الأرصفة الحائرة..
تمارس روحي تسكعاتها الليلية..
تسافر في أحلام المدن النائمة
والأزقة المنسية..
تشرب نخب الحزن الثمل برائحة
الأجساد المترامية على أبواب
الدروب العتيقة،والأسواق الصفيحية،
التي تبلع جيوب زائريها السكارى
في لحظات الألم البائس والنزوات العابرة..
كثيرة هي المدن التي حطمت أسوارها العالية
وقلاعها الحصينة..فقررت أن تخرج إلى المجهول مع خلانها في لحظات عابرة ، ثم تعود إلى الوقوف على حافة الإختلال والضياع..
كم من مدينة كانت تحضن روحي وأنا طفل يرفرف
خياله السامق في عالم من الحلم والجمال اللانهائي.
لكن المدن تشيخ مع خيال الطفل ويستحيل سحرها
إلى رتابة تشبه رتابة أوراق الخريف المتراكمة على أديم التراب..
تتسكع روحي في خبايا المدن الضائعة..تمارس شهوتها الجامحة على علبها المجنونة، وأوكارها النائية..فتعود روحي بخفي جنون..
لازلت أعربد..
ككل سكارى المدن الضائعة..
كصعاليكها ومتسوليها ومجنونيها المتيمين
برائحة "الدوليو"و "السيليسيون"و "الماحيا"
ﻻزلت أهذي كمجنون من مجانين المدن المنسية..
لا زلت أسعل...
كمريض مصاب بحمى التفويد والربو المزمن
من وجع المدن...

و يا له من وجع يؤرق بالنا .. لم تعد المدن كما كانت مادام يسيرها أشباح رجال، فقدت طعم الحياة وحلو الذكريات، أضحت مغلقة تدور في دوامة اليأس و انتظار الساعة .. جراح ومآسي هزائم وفضائح لا شيء يفرح بالمدن ..
أبدعت ايها الأنيق "شريف خوجاني" محبتي وباقة ورد
تحية وتقدير