"عزة بيروك"
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذه أولى مشاركاتي:
ذات كبرياء
انبجس ضوء الشمس بخجل مريب فنظرت إلى السماء باستجداء و اغرورقت عيناها الواسعتان بالدموع " لو أن الشمس لا تشرق أبدا.. لو أن الغد لا يأتي..لو ..لو..".
لملمت شتات نفسها و زفرت نفسا عميقا و قامت من باحة الدار الواسعة المكشوفة السقف و دخلت إلى غرفة ضيقة العرض واسعة الطول..و ارتمت على فراش بسيط إذ لم تكن الغرفة تحتوي إلا على حصير بالٍ و بضع وسائد قديمة ثم فراش مصنوع من الأثواب القديمة و غطاء مثقوب من هنا و هناك.
نظرت إلى السقف الخشبي بنظرات تائهة و كأنها تبحث عن شيء ضاع منها في غفلة من الزمن، رأت وجوها كثيرة ماثلة أمامها و لكن وجها واحدا بدا أكثر بروزا، إنه "محمد لمام" دون سواه..تقلبت و نامت على جنبها مشيحة ببصرها عنه لكن هيهات أن تغيب صورته عن ذهنها..بكت بحرقة و انتفضت و أجهشت بالبكاء..فجأة توقفت عن البكاء و وقفت و علامات الحزم بادية على وجهها القمحي،لبست ملحفة سوداء فوق فستانها الطويل الأسود و ارتدت نعلها و خرجت..
كان الزقاق خاليا إذ كان الوقت مبكرا ،انعطفت يمينا و تابعت سيرها بخطوات سريعة إلى أن وقفت أمام باب كبير، ترددت قليلا ثم دقت الباب عدة مرات.خرج رجل أربعيني طويل القامة أسود الشعر أسمر اللون،عيناه نصف مفتوحتين،حرك شفتيه بتبرم بعد رؤيتها و قال:
- ماذا تريدين يا "اميلمنين"؟ هل جننت؟ أي ساعة هذه؟
نظرت إليه شزرا و قالت:
- لا يهمني أريد ابني حالا
- عن أي ابن تتحدثين؟ لقد انتهى الأمر،عودي إلى دارك.
أزاحته من أمامها و اندفعت داخل الدار أمام دهشته الشديدة،دخلت غرفة صغيرة مكتظة بالأثاث الفاخر و توجهت إلى سرير صغير حيث يرقد طفل في الثامنة من عمره.أزاحت عنه الغطاء الناعم و أيقظته قائلة:"محمد لمام،قم يا صغيري،هيا معي".
استيقظ الطفل من النوم فزعا،نظر إليها فابتسم و عانقها و قال:
- أمي أين كنت؟
ما لبث الرجل أن تبعها إلى الغرفة، وقف قرب الطفل و قال:
- هيا يا ولدي رافق أمك إلى بيت جدك
انكمش الطفل في فراشه،و تمتم:
- لا..لا أريد الذهاب إلى هناك
نظر الرجل إلى اميلمنين نظرة استهزاء و قال:
- خذيه إذا استطعت،بيت أبوك لايصلح حتى زريبة للأغنام
ثم قهقه عاليا و خرج.
ماذا عساها تفعل"ابنها يرفض الذهاب معها..هي لاتستطيع العيش تحت سقف واحد مع ضرة ..زوجها المامي يريد إذلالها لأنها رفضت منحه الموافقة على الزواج من ثانية،و قد تزوج فقط بالتحايل على القانون،و الأهم من هذا كله أنها لا تستطيع مفارقة ابنها الوحيد..".
قبلت ابنها و خرجت من الدار تجر رجليها بخطوات متثاقلة،لحق بها المامي،وقف أمامها نظر إليها نظرة جادة و قال:
- عودي إلى رشدك يا اميلمنين،لن تستطيعي العيش في تلك الدار المهجورة لوحدك،ما فعلتُه هو ما يفعله كل الرجال،ثم إنك لم تستطيعي إنجاب غير محمد لمام و من حقي أن يكون لي أولاد كثر كالجميع.
ابتسمت ابتسامة بائسة و قالت:
- من حقك كل شيء و ليس لي الحق في شيء
تابعت مسيرها و أخذت تجوب أزقة "الكصبة" الضيقة،و أحاديثها مع نفسها لا تنتهي أبدا،و ظل سؤال واحد يراودها بإلحاح "ماذا عساني أفعل؟".
قادتها قدماها بدون تخطيط منها إلى دار المامي وجدته جالسا فوق دكة قرب الدار يدخن بانتعاش.
وقف عند رؤيتها لكنها لم تنظر إليه و لم تتوقف بل دلفت إلى الدار و دخلت إلى غرفة صغيرها فنزعت ملحفتها و اندست في الفراش قربه،عانقته و نامت..
انبجس ضوء الشمس بخجل مريب فنظرت إلى السماء باستجداء و اغرورقت عيناها الواسعتان بالدموع " لو أن الشمس لا تشرق أبدا.. لو أن الغد لا يأتي..لو ..لو..".
لملمت شتات نفسها و زفرت نفسا عميقا و قامت من باحة الدار الواسعة المكشوفة السقف و دخلت إلى غرفة ضيقة العرض واسعة الطول..و ارتمت على فراش بسيط إذ لم تكن الغرفة تحتوي إلا على حصير بالٍ و بضع وسائد قديمة ثم فراش مصنوع من الأثواب القديمة و غطاء مثقوب من هنا و هناك.
نظرت إلى السقف الخشبي بنظرات تائهة و كأنها تبحث عن شيء ضاع منها في غفلة من الزمن، رأت وجوها كثيرة ماثلة أمامها و لكن وجها واحدا بدا أكثر بروزا، إنه "محمد لمام" دون سواه..تقلبت و نامت على جنبها مشيحة ببصرها عنه لكن هيهات أن تغيب صورته عن ذهنها..بكت بحرقة و انتفضت و أجهشت بالبكاء..فجأة توقفت عن البكاء و وقفت و علامات الحزم بادية على وجهها القمحي،لبست ملحفة سوداء فوق فستانها الطويل الأسود و ارتدت نعلها و خرجت..
كان الزقاق خاليا إذ كان الوقت مبكرا ،انعطفت يمينا و تابعت سيرها بخطوات سريعة إلى أن وقفت أمام باب كبير، ترددت قليلا ثم دقت الباب عدة مرات.خرج رجل أربعيني طويل القامة أسود الشعر أسمر اللون،عيناه نصف مفتوحتين،حرك شفتيه بتبرم بعد رؤيتها و قال:
- ماذا تريدين يا "اميلمنين"؟ هل جننت؟ أي ساعة هذه؟
نظرت إليه شزرا و قالت:
- لا يهمني أريد ابني حالا
- عن أي ابن تتحدثين؟ لقد انتهى الأمر،عودي إلى دارك.
أزاحته من أمامها و اندفعت داخل الدار أمام دهشته الشديدة،دخلت غرفة صغيرة مكتظة بالأثاث الفاخر و توجهت إلى سرير صغير حيث يرقد طفل في الثامنة من عمره.أزاحت عنه الغطاء الناعم و أيقظته قائلة:"محمد لمام،قم يا صغيري،هيا معي".
استيقظ الطفل من النوم فزعا،نظر إليها فابتسم و عانقها و قال:
- أمي أين كنت؟
ما لبث الرجل أن تبعها إلى الغرفة، وقف قرب الطفل و قال:
- هيا يا ولدي رافق أمك إلى بيت جدك
انكمش الطفل في فراشه،و تمتم:
- لا..لا أريد الذهاب إلى هناك
نظر الرجل إلى اميلمنين نظرة استهزاء و قال:
- خذيه إذا استطعت،بيت أبوك لايصلح حتى زريبة للأغنام
ثم قهقه عاليا و خرج.
ماذا عساها تفعل"ابنها يرفض الذهاب معها..هي لاتستطيع العيش تحت سقف واحد مع ضرة ..زوجها المامي يريد إذلالها لأنها رفضت منحه الموافقة على الزواج من ثانية،و قد تزوج فقط بالتحايل على القانون،و الأهم من هذا كله أنها لا تستطيع مفارقة ابنها الوحيد..".
قبلت ابنها و خرجت من الدار تجر رجليها بخطوات متثاقلة،لحق بها المامي،وقف أمامها نظر إليها نظرة جادة و قال:
- عودي إلى رشدك يا اميلمنين،لن تستطيعي العيش في تلك الدار المهجورة لوحدك،ما فعلتُه هو ما يفعله كل الرجال،ثم إنك لم تستطيعي إنجاب غير محمد لمام و من حقي أن يكون لي أولاد كثر كالجميع.
ابتسمت ابتسامة بائسة و قالت:
- من حقك كل شيء و ليس لي الحق في شيء
تابعت مسيرها و أخذت تجوب أزقة "الكصبة" الضيقة،و أحاديثها مع نفسها لا تنتهي أبدا،و ظل سؤال واحد يراودها بإلحاح "ماذا عساني أفعل؟".
قادتها قدماها بدون تخطيط منها إلى دار المامي وجدته جالسا فوق دكة قرب الدار يدخن بانتعاش.
وقف عند رؤيتها لكنها لم تنظر إليه و لم تتوقف بل دلفت إلى الدار و دخلت إلى غرفة صغيرها فنزعت ملحفتها و اندست في الفراش قربه،عانقته و نامت..
عزة بيروك