بقايا حلم عزة ''الحلقة .1.''

في عز صيف ليلة مقمرة من ليالي أغسطس، أمام
خيمة نصبت على التل الرملي، حيث الرمال دافئة من شدة
حر النهار، تحلق أطفال يستمعون إلى حكايات الأم عزة
تحكي عن بطولات رجال الصحراء . قصص تفوح منها
ذكريات أليمة وشيق ة في الوقت نفسه ، وغالبا ما كانت
مفعمة بسير الأبطال الذين أنجبتهم الصحراء زمن
الحروب، خاصة من كانت شجاعتهم ومروءاتهم تتناقله ا
الألسن،وكانت العيون شاخصة تنظر إلى الأم عزة وهي
تحكي القصص، مشدودة تنتظر بشوق نهاية الحكاية.
عزة المرأة الخمسينية، تشع من وجهها الم دور
المنور "ح روف"جمال قاومت عوادي الزمن، كلما
تفرست في وجهها، لاحت على محياه قسمات أم حنون رؤوم.
تنتمي عزة إلى أسرة صحراوية بسيطة لكن سمعتها
تخطت كل " الفركان" 1 الممتدة جغرافيا من واد نون
تيرس و أدرار وعلى امتداد ربوع الصحراء . نشأت في
أسرة محافظة كسائر بدو الصحراء، الذين كانت السمعة
عندهم الرصيد الأكبر حتى وإن ضاق الحال؛ تربت في
كنف أبيها الذي فرح لمولدها وأهداها فصيلا من الإبل
التي كان يملكها ذاك الزمن، أسمته هي "الحران ". ولما
كبرت غالبا م ا كانت تمتطيه، وكثيرا ما تترك أخ اها
عبد الله يركبه من وقت لأخر نظ را لما تكنه من محبة
كبيرة خصته بها دون إخوتها الأربعة المتبقين . تعلق
عبد الله بعزة مذ كان صغيرا فهو مرافقها أينما حلت
وارتحلت، سواء ذهبت إلى المراعي أو عند البئر حين
تسقي المواشي من غنم و إبل، ون اذرا ما طلب منها شيئا
لم تلبه له.

1 - الفركان: جمع فريق وهم تجمع خيام في وحدات اجتماعية القصد منها التكافل.
يتبع ...//8//

يحضيه بوهدا

سنتابع حلم عزة، علّنا ندرك بقية من بقاياه، مع الروائي الجميل بوهدّة..
شكرا لك حسن على نقل الرواية.

الأديب "يحضيه بوهدا" شكرا جميلا على هذا العطاء المتميز 
سعيد لكونك هنا و لكون رحم الصحراء أنجب أمثالك
سنكون من المتابعين لروايتك هنا على هذا الصرح الأدبي الصحراوي
تحية وتقدير مودتي